تشبّث الشعب المغربي بوطنه... بين الاعتزاز بالانتماء وتطلّع المواطن للإنصاف التنموي

٧ نوفمبر ٢٠٢٥

بقلم: أمين الكردودي

يظلّ الشعب المغربي مثالاً حيًّا في الوفاء لوطنه وملكه متشبّثًا بثوابته الوطنية ومقدّساته الراسخة عبر التاريخ وقد عبّر المغاربة بمختلف فئاتهم ومناطقهم عن هذا الانتماء العميق خلال الاحتفالات الأخيرة التي عمّت ربوع المملكة بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة وكذا تجديد التشبّث بقضيتنا الوطنية الأولى – قضية الصحراء المغربية.

لقد كانت مشاهد الفرح والالتفاف الشعبي حول الراية المغربية والتعبير الصادق عن الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أصدق دليل على وحدة المغاربة وتلاحمهم في وجه كل من يحاول النيل من سيادة الوطن أو التشكيك في وحدته الترابية.

ومع ذلك فإن هذا التشبّث الوطني لا يمنع من أن يرفع المواطن المغربي صوته بكل مسؤولية وأدب مطالبًا بما أكّده جلالة الملك في خطبه السامية من ضرورة تحقيق العدالة المجالية وضمان الكرامة المعيشية لكل أبناء الوطن دون استثناء.

ولعلّ جهة سوس التي كانت من أبرز الجهات التي عبّرت عن حبها للوطن خلال هذه المناسبات الوطنية مثال واضح على هذه المفارقة بين الانتماء الصادق والمعاناة اليومية فبينما يجدد أبناؤها البيعة والولاء يواصلون في الوقت ذاته نضالهم الصامت من أجل الحصول على حقوق أساسية كـالسكن اللائق، والنقل العمومي وفرص العيش الكريم.

إنّ ما يطمح إليه سكان هذه الجهة وغيرها ليس بالكثير بل هو تجسيد فعلي لتوجيهات جلالة الملك الرامية إلى تحقيق تنمية منصفة ومتوازنة تضع حدًا لاختلالات التوزيع المجالي للثروات والخدمات غير أنّ استمرار بعض اللوبيات والمصالح الضيقة في عرقلة هذه المشاريع وإضعاف صوت المواطن يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى التزام بعض المسؤولين بروح المسؤولية الوطنية التي دعا إليها جلالة الملك غير ما مرة.

ختامًا سيبقى الشعب المغربي وفيًّا لوطنه وملكه متمسّكًا بثوابته ومؤمنًا بمستقبله لكنّ هذا الإخلاص يستوجب من الحكومة ومختلف المؤسسات المنتخبة أن تبادله الوفاء بالعمل الجاد والإنصات الصادق حتى تظلّ فرحة الاحتفال بذكرياتنا الوطنية مقرونةً بفرحة العيش الكريم في وطن يحتضن أبناءه جميعًا بعدالة وإنصاف.