تباطكوكت عطشى.. دوار يعيش على أمل قطرة حياة!

٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥

بقلم :محمد مومن

في الوقت الذي تتحدث فيه التقارير الرسمية عن مشاريع لتعميم الماء الصالح للشرب بمختلف مناطق جهة سوس ماسة، ما تزال ساكنة دوار تباطكوكت، التابع لجماعة دراركة بإقليم أكادير إداوتنان، تعيش على وقع عطشٍ مزمن ومعاناة يومية تمتد منذ سنوات طويلة دون حلول جذرية. تتواصل رحلة البحث عن الماء كل صباح، حيث يضطر النساء والأطفال إلى قطع مسافات طويلة نحو آبار بعيدة أو عيون مائية محدودة، في ظروف قاسية وتحت شمس حارقة. وغالباً ما تكون المياه التي يجلبونها ملوثة وغير صالحة للشرب، ما يعرّض حياة الأسر لمخاطر صحية حقيقية ويجعل أبسط حقوقهم في العيش الكريم معلقة بين الواقع والوعود. ورغم الوعود المتكررة من الجهات المسؤولة بإنهاء هذا الوضع، لا تزال الساكنة تنتظر بفارغ الصبر تحقيق حلمها البسيط: تزويد الدوار بشبكة مائية قارة تضمن حقهم الطبيعي في الماء الصالح للشرب، وهو حق دستوري وإنساني لا يحتمل التأجيل. السكان، الذين ضاقوا ذرعاً بالانتظار، عبّروا عن استيائهم العميق من غياب أي مبادرة ملموسة، خاصة وأن المنطقة تعرف نمواً سكانياً متزايداً، ما يجعل الحاجة إلى الماء أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. أزمة العطش في تباطكوكت لم تعد مجرد مشكل تنموي، بل تحوّلت إلى قضية كرامة وحق في الحياة، تستوجب تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية والإقليمية والمكتب الوطني للماء، لوضع حد لمعاناة مستمرة تُثقل كاهل الساكنة يوماً بعد يوم. ويبقى السؤال المؤلم الذي يتردد على ألسنة الجميع: إلى متى ستظل تباطكوكت تنتظر قطرة حياة؟