🚍 ساكنة أكادير بين مطرقة الغياب وسندان الانتظار.. أزمة النقل تكشف اختلالات المدينة السياحية
🖋️بقلم : أمين الكردودي
رغم أن مدينة أكادير تُعد من أبرز المدن المغربية جذباً للسياح والاستثمار إلا أن واقعها اليومي يكشف وجهاً آخر مليئاً بالمعاناة خصوصاً في مجال النقل الحضري حيث يعيش المواطن البسيط فصولاً متكررة من الانتظار الطويل والاكتظاظ وانعدام البدائل.
ففي مدينة يُفترض أن تكون واجهة حضارية للمغرب تغيب وسائل النقل العمومي المنظمة بشكل يليق بمكانتها لا قطار يصلها إلى باقي المدن والحافلات المتقادمة تئن تحت وطأة الأعطال والازدحام والطاكسيات الكبيرة نادرة أو محدودة في بعض الأحياء أما الطرامواي فلا وجود له حتى في الخطط القريبة رغم الوعود المتكررة التي سمعها المواطنون منذ سنوات.
الساكنة، وخاصة الطلبة والعمال وذوو الدخل المحدود يواجهون يومياً صعوبات كبيرة في التنقل من وإلى مقرات عملهم أو دراستهم مما ينعكس سلباً على حياتهم الاجتماعية والمهنية. يقول أحد المواطنين بحسرة:
> "أكادير مدينة جميلة للسياح لكنها متعبة جداً لمن يعيش فيها... لا نقل، لا مواعيد، لا كرامة في التنقل." في المقابل تُطرح أسئلة حارقة حول غياب استراتيجية واضحة للنقل الحضري بأكادير خاصة في ظل مشاريع التنمية الكبرى التي تعرفها المدينة مثل برنامج التنمية الحضرية 2020–2024 الذي وعد بتطوير البنية التحتية وجعل أكادير مدينة عصرية غير أن ما يعيشه المواطن اليوم يُظهر فجوة كبيرة بين الخطاب التنموي والواقع الميداني.
ويرى العديد من المتتبعين أن حل أزمة النقل في أكادير لم يعد ترفاً بل أصبح ضرورة ملحّة لضمان العدالة المجالية وتيسير حياة المواطنين وتحقيق توازن بين الصورة السياحية للمدينة واحتياجات سكانها الحقيقية.
إن أكادير وهي تتطلع إلى أن تصبح مدينة ذكية ومتصلة بباقي المدن الكبرى تحتاج اليوم قبل الغد إلى إصلاح شامل في منظومة النقل يعتمد على رؤية واضحة وتخطيط حضري مستدام يضع الإنسان في قلب التنمية لا في هامشها.