حسن قطني… مغربي حر جسّد روح المسيرة الخضراء

٧ نوفمبر ٢٠٢٥

بقلم: أمين الكردودي

في ذاكرة الوطن تبقى المسيرة الخضراء حدثاً خالداً يرسم ملامح الوحدة والوفاء والولاء لثوابت المملكة المغربية ومن بين الأسماء التي شاركت في هذا الحدث التاريخي العظيم يبرز اسم حسن قطني أحد أبناء الوطن الأحرار الذين لبّوا نداء المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وساروا بخطى ثابتة فوق رمال الصحراء المغربية مرددين “الله، الوطن، الملك”.

كان حسن قطني مثل آلاف المغاربة مدفوعاً بحبّ عميق للوطن وإيمان راسخ بعدالة قضيته الوطنية ترك وراءه الأهل والبيت متحملاً مشقة السفر ومخاطر الطريق ليكون جزءاً من ملحمة سلمية قلّ نظيرها في التاريخ المعاصر لم يحمل سلاحاً بل رفع العلم المغربي عاليًا حاملاً رسالة سلام ووحدة مؤمناً بأن المغرب جسد واحد لا يمكن أن يتجزأ.

تُجسد مسيرة حسن قطني وأمثاله من المشاركين في المسيرة الخضراء أسمى قيم الوطنية والإخلاص وتُذكّر الأجيال الجديدة بأن حب الوطن لا يُقاس بالكلمات بل بالفعل والتضحية لقد كان مثالاً للمواطن الصادق الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويجعل من حبه للمغرب بوصلةً لحياته ومواقفه.

ومع مرور السنوات يظل اسم حسن قطني رمزاً من رموز الوفاء وشاهداً على صفحة مشرقة من تاريخ المغرب الحديث. فبفضل تلك الأرواح المؤمنة وذلك العزم الجماعي تمكن المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية في إطار سلمي حضاري أبهر العالم.

واليوم، وبعد مرور عقود على تلك الملحمة الخالدة يستحق المشاركون في المسيرة الخضراء التفاتة خاصة ومكافأة رمزية تقديراً لتضحياتهم وإخلاصهم. فقد قدموا الغالي والنفيس من أجل الوطن دون انتظار مقابل وكانوا جزءاً أصيلاً من هذه الأرض الطيبة التي أحبّوها بصدق. إنهم من الأحرار الأوفياء الذين حملوا راية المغرب بكل فخر، وليسوا ممن خانوا الوطن أو تخلفوا عن نداء الواجب. ومن العدل والواجب الوطني أن يُكرَّم هؤلاء الرجال والنساء الذين صنعوا المجد وأن تُحفظ أسماؤهم في ذاكرة الأجيال القادمة.

رحم الله كل من شارك في المسيرة الخضراء وأطال الله عمر من لا يزالون بيننا فبهم وبروحهم الوطنية الصادقة يستمر الوطن في كتابة فصول المجد والعزة.