🕊️ دور حقوق الإنسان: ركيزة العدالة والتنمية المستدامة

١٥ أكتوبر ٢٠٢٥

بقلم: أمين الكردودي تُعدّ حقوق الإنسان اليوم حجر الزاوية في بناء المجتمعات العادلة والمتقدمة إذ تشكل المعيار الحقيقي لمدى تحضر الدول والتزامها بالقيم الإنسانية الكونية فهي ليست مجرد شعارات أو مبادئ نظرية بل منظومة متكاملة من الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تضمن للإنسان كرامته وحريته وأمنه واستقراره.

لقد أصبح احترام حقوق الإنسان مؤشراً أساسياً في تقييم أداء الحكومات ومدى التزامها بسيادة القانون والمساواة والعدالة الاجتماعية وتبرز أهميته في كونه عاملاً جوهرياً لتحقيق التنمية المستدامة إذ لا يمكن لأي مشروع اقتصادي أو سياسي أن ينجح في غياب كرامة المواطن وحقه في المشاركة والتعبير والعيش الكريم.

في السياق المغربي شهدت المملكة خلال العقود الأخيرة تطوراً ملموساً في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان بفضل الإرادة الملكية السامية التي جعلت من الإنسان محور التنمية وهدفها الأساسي فقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في العديد من خطبه على أن حقوق الإنسان ليست امتيازاً تُمنح بل واجباً تلتزم به الدولة والمجتمع معاً.

وهكذا تم إحداث مؤسسات وطنية رائدة كمجلس حقوق الإنسان، ومؤسسة الوسيط وهيئات الإنصاف والمصالحة فضلاً عن تحديث الترسانة القانونية بما ينسجم مع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.

إن دور حقوق الإنسان لا يتوقف عند حدود الحماية القانونية بل يمتد إلى بناء الوعي الجماعي وتعزيز قيم التسامح والمواطنة المسؤولة ونبذ كل أشكال التمييز والعنف والكراهية. فالمجتمع الذي يحترم الإنسان ويصون كرامته هو مجتمع قادر على الإبداع والإنتاج والمنافسة لأن الحرية الفكرية والنفسية تشكل أرضية خصبة للإبداع والابتكار.

كما أن الدفاع عن حقوق الإنسان ليس مسؤولية الدولة فحسب بل هو واجب جماعي تشارك فيه المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني والإعلام والتربية من أجل ترسيخ ثقافة حقوقية شاملة في الوعي المجتمعي تبدأ من المدرسة وتترسخ في الأسرة وتنمو في فضاء المجتمع.

في الختام يمكن القول إن حقوق الإنسان هي جوهر المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي اختاره المغرب وهي الضمان الحقيقي لتحقيق تنمية منصفة ومستدامة تجعل من المواطن فاعلاً أساسياً في بناء وطن يسوده العدل والمساواة والكرامة. إنها ليست مجرد مطالب أو شعارات بل مسؤولية يومية ورافعة أساسية لبناء مستقبل أكثر إنسانية وعدلاً.